كيغالي, رواندا, 2024 أكتوبر 21/APO Group/ --

أعلنت مؤسسة الكلية الأفريقية للحوكمة (ASGF) اليوم عن عن إنشاء الكلية الأفريقية للحوكمة (ASG)، وهي مؤسسة للدراسات العليا مصممة لتقديم برامج تعليمية وبحثية وبرامج مشاركة في مجالات السياسات العامة على مستوى عالمي. وقد اجتمع قادة أفارقة بارزون في هذه الخطوة التاريخية، حيث من المقرر أن تعمل المبادرة على تحويل المشهد القيادي في القارة من خلال تلبية الاحتياجات المتنوعة للقادة في جميع أنحاء أفريقيا.

تهدف الكلية الأفريقية للحوكمة (ASG) إلى التصدي لتحديات الحوكمة الملحة في القارة من خلال تزويد القادة الناشئين بالعقليات والمهارات والمعرفة اللازمة للقيادة الفعالة في مستقبل أفريقيا. تجمع المبادرة بين أصحاب الرؤى الملتزمين بإنشاء نموذج للحوكمة المستدامة متجذرًا في الواقع الأفريقي.

رؤية القيادة الجماعية

تأسست مبادرة الكلية الأفريقية للحوكمة ASG على يد فخامة الرئيس بول كاغامي، رئيس رواندا، وفخامة الرئيس هايلي ماريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا السابق (كلاهما من المؤسسين المشاركين للكلية الأفريقية للحوكمة ASG) بالتشاور مع قادة أفارقة آخرين وأكاديميين وأهل الخير المكرسين لتحسين الحوكمة في جميع أنحاء القارة.  

تتلقى الكلية الأفريقية للحوكمة ASG الدعم من مؤسسة ماستركارد كجزء من استراتيجيتها "أعمال الشباب في أفريقيا" Young Africa Works، والتي تهدف إلى تمكين 30 مليون شاب أفريقي، 70% منهم من النساء، من الوصول إلى فرص عمل كريمة ومجزية بحلول عام 2030.

وسيتولى قيادة الكلية الأفريقية للحوكمة ASG أعضاء مجلس إدارة مستقلون مرموقون، برئاسة مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية ووزير المالية والاقتصاد السابق في السنغال، بما في ذلك دونالد كابيروكا، الرئيس السابق للبنك الأفريقي للتنمية، والبروفيسور هاجر جيلديتش أستاذة سابقة بجامعة قرطاج والمستشارة القانونية للاتحاد الأفريقي، وليليان برنارد، رئيسة مايكروسوفت أفريقيا، وكيشور محبوباني، العميد السابق لكلية لي كوان يو للسياسة العامة في الجامعة الوطنية في سنغافورة، وفرانسيس جاتاري، الرئيس التنفيذي لمجلس تنمية رواندا.

اختارت الكلية ASG البروفيسور كينجسلي موغالو، نائب محافظ البنك المركزي النيجيري السابق والباحث والأكاديمي المتميز، ليكون الرئيس الأول للكلية. وتتمثل رؤيتهم الجماعية في إنشاء مؤسسة تقدم تعليمًا من الطراز العالمي في مجال الحوكمة والسياسة العامة مع تعزيز الحلول المحلية للتحديات والفرص الفريدة التي تواجه أفريقيا.

وفي حديثه خلال حفل الإطلاق، علق معالي هايلي مريم ديسالين: "لقد حان الوقت لإنشاء مؤسسة متجذرة في احتياجات أفريقيا وتطلعاتها. وستكون الكلية الأفريقية للحوكمة ASG مركزًا لرعاية القادة الهادفين والمجهزين لمواجهة أعظم التحديات والفرص في القارة، من خلال الجمع بين تفرد أفريقيا وأفضل الممارسات الدولية. وهذه ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي حركة نحو القيادة الأفريقية المستدامة".

معالجة تحديات التنمية والحوكمة في أفريقيا

إن النمو الاقتصادي السريع الذي تشهده أفريقيا، ونفوذها العالمي المتزايد، وهياكل الحوكمة المتطورة، تمثل فرصًا وتحديات غير مسبوقة. من مرحلة التعافي بعد الوباء إلى التكيف مع المناخ، يواجه صناع السياسات في القارة قضايا معقدة وملحة تتطلب قيادة ماهرة. تهدف الكلية الأفريقية للحوكمة ASG إلى تلبية هذه الحاجة الحرجة، من خلال تطوير القادة الحاليين والمستقبليين القادرين على معالجة هذه التحديات من خلال التحول في عقلية القيادة والحوكمة والتنمية المستدامة لدفع التغيير الهادف طويل الأمد في جميع أنحاء القارة.

التميز الأكاديمي والبرامج المخصصة

ستقدم الكلية ASG مجموعة شاملة من البرامج الأكاديمية المصممة لسد العجز في  الحوكمة والسياسات في جميع أنحاء أفريقيا. وتشمل هذه البرامج ماجستير الإدارة العامة (MPA) وماجستير الإدارة العامة التنفيذي (EMPA)، والتي صممت خصيصًا للمهنيين في منتصف حياتهم المهنية وكبار المديرين التنفيذيين، على التوالي. كما ستقدم الكلية الأفريقية للحوكمة ASG دورات تنفيذية متخصصة تهدف إلى تعزيز مهارات القيادة المحددة للمحترفين. بالإضافة إلى ذلك، سيعمل برنامج القادة الشباب (YLP) وبرنامج زمالة القيادة العليا (SLF) على تلبية احتياجات الطلاب الجامعيين ذوي الإمكانات العالية والمحترفين المخضرمين الذين يقتربون من نهاية حياتهم المهنية، مما يضمن دعم الكلية الأفريقية للحوكمة ASG لتنمية القيادة في كل مرحلة.

يتميز المنهج الدراسي في الكلية ASG بدمج السياقات التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الأفريقية. من خلال تعريف الطلاب بالحقائق الأفريقية، ستعمل المؤسسة على تزويد القادة المتنوعين بالقدرة على التعامل مع تحديات الحوكمة المعقدة في القارة مع الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية.

البحث المبتكر والمشاركة السياسية

بالإضافة إلى عروضها التعليمية، ستلعب الكلية الأفريقية للحوكمة ASG دورًا حاسمًا في تعزيز الحوكمة من خلال مراكزها البحثية المتخصصة. وتشمل هذه المراكز مركز الابتكارات المحلية في السياسة والحوكمة، ومركز التاريخ الأفريقي والقيادة، ومركز التجارة والتكامل الأفريقي ومركز التكنولوجيا والتنفيذ الفعال. وستركز مراكز الأبحاث هذه على إيجاد حلول قائمة على الأدلة ومصممة خصيصًا لمواجهة تحديات الحكم في أفريقيا، ومساعدة صناع السياسات في تصميم سياسات واستراتيجيات فعالة وتنفيذها.

كما أن التزام الكلية ASG بشأن السياسات قوي بنفس القدر، مع وجود خطط للتعاون بشكل نشط مع الحكومات والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص. ومن خلال مختبرات السياسات وحاضنات الأعمال والشراكات التعاونية، ستعمل الكلية ASG على ترجمة أبحاثها إلى حلول سياسية قابلة للتنفيذ تعمل على تعزيز الحكم الرشيد والتنمية المستدامة في جميع أنحاء القارة.

هيكل القيادة والحوكمة

تم اختيار البروفيسور كينجسلي موغالو، وهو أحد القادة المعترف بهم عالميًا في مجال السياسات العامة والحوكمة، ليكون أول رئيس للكلية الأفريقية للحوكمة. وسوف تقود قيادته المؤسسة نحو أهدافها الطموحة.

شغل البروفيسور موغالو، نائب محافظ البنك المركزي النيجيري السابق، مناصب عليا في منظومة الأمم المتحدة لمدة 17 عامًا وقام بالتدريس في مؤسسات مرموقة مثل هارفارد وأكسفورد وكلية فليتشر في جامعة تافتس. وهو أيضًا مؤلف العديد من الكتب، بما في ذلك كتاب "أفريقيا الناشئة"الذي نال استحسان النقاد:  كيف يمكن "للحدود الأخيرة" للاقتصاد العالمي أن تزدهر وتؤثر إيجابيًا؟

وقال مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية ورئيس مجلس إدارة مجموعة الخدمات المالية: "يسعدنا أن نرحب بكينغسلي موغالو كرئيس للكلية الأفريقية للحوكمة ASG. "إن سجله المتميز في القيادة في مؤسسات صنع السياسات الدولية والوطنية والأوساط الأكاديمية، وتأثيره القيادي الفكري، سوف يساعد في جعل الكلية ASG كلية دراسات عليا تحويلية وتعمل على تطوير جيل جديد من القادة الذين يحركهم هدف محدد ويتمتعون بالمهارات والعقليات اللازمة لمساعدة أفريقيا على التصدي لتحديات القرن الحادي والعشرين ومواجهتها."

وسيكون البروفيسور موغالو مسؤولاً عن توجيه وتشكيل الرؤية الأكاديمية للكلية ASG، وتقديم برامج التعلم التي تعكس تحديات الحوكمة المعقدة التي تواجه أفريقيا اليوم. وتحت إشراف مجلس الإدارة ومن خلال توجيهاته، سيركز على استقطاب أعضاء هيئة التدريس الأفارقة من الدرجة الأولى، وتعزيز التميز الأكاديمي، ووضع الكلية كمركز للابتكار الفكري والسياسي.

وتعليقًا على تعيينه، قال البروفيسور موغالو: "إن إنشاء الكلية الأفريقية للحوكمة ASG هو تعبير قوي عن رؤية واضحة من جانب القادة المؤسسين". وأضاف "أتفق مع هذه الرؤية المتمثلة في تحوّل أفريقيا وتغييرها  بفضل قيادة وحوكمة كفؤة، وأشعر بالفخر لأنني كُلفت بقيادة المساهمة الحاسمة التي تقدمها الكلية ASG في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس."

الشراكات الاستراتيجية

تتلقي الكلية الأفريقية للحوكمة (ASG) الدعم من مؤسسة الكلية الأفريقية للحوكمة ASG، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى المساعدة في حشد التمويل وإدارة أوقافها، فضلاً عن تقديم التوجيه الاستراتيجي للمدرسة ودعم المبادرات ذات الصلة من أجل تطوير القادة الأفارقة.

ويحظى إنشاء الكلية الأفريقية للحوكمة ASG بدعم من شراكات استراتيجية قوية مع مؤسسات عالمية أخرى، بما في ذلك كلية لي كوان يو للسياسة العامة في الجامعة الوطنية في سنغافورة ، ومؤسسة ماستركارد.

مبادرة أفريقية ذات نطاق عالمي

يقع المقر الرئيسي للكلية الأفريقية للحوكمة ASG  في كيغالي، رواندا، ومن المقرر أن تصبح مؤسسة أفريقية ذات نفوذ عالمي. وتتمثل مهمتها في بناء القدرة القيادية التي تتجاوز الحدود، وضمان ليس فقط سماع الأصوات الأفريقية، بل وقيادة التهمة في مناقشات الحوكمة العالمية.

وتعزز شراكة الكلية مع مؤسسات مثل كلية لي كوان يو للسياسة العامة في الجامعة الوطنية في سنغافورة التزامها بتوفير تعليم عالمي المستوى مستوحى من الخبرات الأفريقية والدولية.

ويشكل هذا الإعلان علامة بارزة في رحلة الحوكمة في أفريقيا. ومن خلال الجهود الجماعية لمؤسسيها وشركائها، سوف تساعد الكلية  في رعاية القادة الذين تحتاجهم أفريقيا لمواجهة تحديات وفرص القرن الحادي والعشرين.