اجتمع زعماء العالم في مجالات الأعمال التجارية والحكومية والمالية والرياضة والفنون الإبداعية في نيويورك اليوم للمشاركة في الفعالية السنوية الثالثة "إفريقيا التي لا تقهر". نظمت هذه القمة مبادرة الأعمال العالمية لإفريقيا بهدف تعزيز القارة كوجهة رئيسة للأعمال والتجارة والاستثمار.

تحت شعار "إفريقيا التي لا تقهر: تشكيل الطموحات العالمية لجدول أعمال 2063"، تركز الفعالية على المشاركة الفعالية، والحوار المركّز، والحلول القابلة للتنفيذ. وتتزامن هذه القمة التي تستمر لمدة يومين مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويشارك في استضافتها الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، أمينة ج. محمد، وسعادة رئيس الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد. وبتنسيق من ميثاق الأمم المتحدة العالمي، توفر مبادرة الأعمال العالمية لإفريقيا منصة حيوية للقادة العالميين—بما في ذلك رؤساء الدول والمديرين التنفيذيين والمستثمرين وواضعي السياسات والمتخصصين في الصناعة—للتعاون في تعزيز مشهد الأعمال في إفريقيا.

شهد اليوم الأول من الفعالية حضور شخصيات بارزة مثل فخامة السيدة/ أندريه دودا، رئيس بولندا؛ وجولي موناكو، المديرة العالمية لقطاع البنوك العامة في سيتي؛ وأ.د/ بنديكت أ. أورامه، رئيس بنك الصادرات والواردات الإفريقي (أفركسيم بنك)؛ ونجمة دوري المحترفات لكرة السلة الأمريكية ومقدمة برامج إي إس بي إن، تشيني أوجوميك؛ والسيد/ الحاج أليكو دانغوتي، مؤسس مجموعة دانغوتي والمدير العام لها؛ وتشيدو مبيمبا، مبعوث الشباب الخاص لرئيس الاتحاد الأفريقي؛ والسيد/ مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية. وأكد وجودهم على المهام الفعالة التي تتولاها إفريقيا في تشكيل مستقبل عالمي مزدهر ومستدام.

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمته الافتتاحية عبر الفيديو، على أهمية تعزيز الشراكات لدفع عجلة التقدم في إفريقيا وعلى مستوى العالم. وذكر أن تحقيق إفريقيا التي لا تقهر يتطلب "جهودًا جماعية ومستمرة لتعزيز التنمية في مجالات عدة: مثل الطاقة المتجددة، وأنظمة الغذاء، والتعليم، والتحول الرقمي". ودعا غوتيريش كذلك إلى إجراء إصلاحات ذات مغزى في البنية المالية العالمية لضمان حصول جميع الدول على الدعم اللازم، مع تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل من خلال مبادرات مثل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

أبرز معالي السيد/ موسى فكي محمد تنوع إفريقيا الثقافي الغني ومرونة شعوبها، مشيرًا إلى أن "قصة إفريقيا تتجلى في العزيمة والتقدم والأمل. وأضاف أن قوتنا لا تنبع فقط من مواردنا، بل أيضًا من شعوبنا—الأمهات والآباء والأبناء والبنات—الذين يكرسون جهودهم بلا ملل من أجل بناء مستقبل أفضل."

أكدت نائبة الأمين العام، أمينة ج. محمد، على دور إفريقيا المتنامي في القيادة الاقتصادية، خاصةً مع انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين. ويُعتبر هذا الإنجاز نقطة تحول تعزز من قدرة إفريقيا على التأثير في الحوكمة العالمية، مما يسهم في دمج أولويات التنمية الخاصة بالقارة ضمن القرارات الأكبر التي تدعم العدالة والاستدامة.

 جلسات ومناقشات ثاقبة  

تضمنت الجلسة الافتتاحية ندوة نقاش قوية بعنوان «"إصلاح شباب إفريقيا" لعالم يمر بأزمة». استكشفت هذه المحادثة الإمكانات الهائلة للشباب الأفريقي، الذين يتوقون إلى لعب دور محوري في تشكيل مستقبل القارة والعالم. ومع بلوغ متوسط العمر في إفريقيا 19 عامًا فقط، سلطت الندوة الضوء على الفرص المتاحة لتسخير الإبداع والطاقة والطموح لدى الشباب عبر قطاعات مثل التكنولوجيا والتجارة والطاقة والصناعات الإبداعية.
وفي جلسة ركزت على تعزيز التجارة، شدد الحاج اليكو دانغوت على ضرورة إزالة الحواجز أمام حركة الأشخاص والسلع والخدمات لتسريع التجارة الحرة في إفريقيا.  وأشار إلى الفوارق في الوصول التي يواجهها الأفارقة مقارنة بأولئك الذين يحملون جوازات سفر أمريكية أو بريطانية وشدد على أن تعزيز العلاقات التجارية يتطلب قدرًا أكبر من حرية الحركة.

وخلال جلسة «الأفارقة الذين لا يمكن إيقافهم»، شارك فوزي عناجة، أحد مؤسسي شركة نامكس، رحلته كمبتكر في سوق السيارات الكهربائية، حيث ناقش مشروعه الطموح لإطلاق أول سيارة دفع رباعي رياضية تعمل بالهيدروجين في إفريقيا بحلول عام 2027.

وأوضح براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس شركة ميكروسوفت، التزام الشركة بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمستقبل إفريقيا. وشدد على تركيز شركة ميكروسوفت على تطوير منصات الذكاء الاصطناعي ذات المستوى العالمي والبنية التحتية التي ستفيد القارة.
كما أعلنت تشيني اوغوميكي، مذيعة الرابطة الوطنية لكرة السلة للسيدات" اول ستار" وإي إس بي إن عن مؤسستها الجديدة، كوينز اوف ذا كونتيننت، خلال محادثة بجانب المدفأة مع ماساي اوجيري، رئيس تورونتو رابتورز. تهدف المؤسسة إلى إيجاد فرص للنساء والفتيات في جميع أنحاء إفريقيا، باستخدام الرياضة كوسيلة تحويلية لتعزيز المساواة بين الجنسين والوصول إلى الفرص.

ومع انتقال الحدث إلى يومه الثاني، ستعمل الأطراف المعنية على استثمار الزخم الحالي، مع التركيز على الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ لتسريع أجندة النمو في إفريقيا. وستختتم جلسة الحلول بالتزامات ملموسة لمعالجة التحديات الملحة، بما في ذلك اتفاقيات التجارة والطاقة الرئيسية وآثار تغير المناخ.
لا تزال مبادرة الأعمال العالمية لإفريقيا ملتزمة بضمان الاعتراف بالدور المحوري لإفريقيا في تشكيل المستقبل العالمي وتعظيمه. ويَعِد اليوم الثاني بمزيد من الإعلانات والشراكات غير المسبوقة والتي من شأنها ترسيخ صعود إفريقيا كقوة لا يمكن إيقافها في الاقتصاد العالمي.

يمكن مشاهدة صور فعالية «إفريقيا التي لا يمكن إيقافها»، اليوم الأول من هنا واللقطات الإضافية للحدث من هنا.

لمزيد من المعلومات عن اليوم الثاني، يرجى زيارة الموقع.